أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون قبل استقالة حكومة حسان دياب، وكلفها بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب أعلن استقالة حكومته رسمياً على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وقال دياب إن الكارثة التي ضربت اللبنانيين حدثت نتيجة الفساد المزمن في الدولة والإدارة، متهما الطبقة السياسية بالمتاجرة بدماء المواطنين.
وحذر من أن لبنان في خطر والفساد مستشر بداخله، مؤكدا الحرص على مستقبل لبنان، وليس مصالح شخصية، ودعا إلى محاكمة الفاسدين والمسؤولين عن انفجار المرفأ الذي وصفه بأنه كارثة حلت بلبنان.
وقال في بيان الاستقالة: “إن فئة من الطبقة السياسية حاولت رمي كل موبقاتها على حكومته وتحميلها مسؤولية الانهيار، فعلا، اللي استحوا ماتوا”.
وأضاف دياب “منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة، لكنني اكتشفت أن منظومة الفساد أكبر من الدولة، وأن الدولة مكبلة بهذه المنظومة ولا تستطيع مواجهتها أو التخلص منها”.
وتابع “اليوم نحن أمام مأساة كبرى وكان يفترض من كل المصالح أن تتعاون لتجاوز هذه المحنة، لكن البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة”.
وعاد دياب ليشير إلى أن حكومته حملت مطلب اللبنانيين بالتغيير “لكن بيننا وبين التغيير جدارا سميكا جدا تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب الوسخة من أجل الاحتفاظ بمكاسبها ومواقعها وقدرتها على التحكم بالدولة، قاتلنا بشراسة وشرف لكن لا تكافؤ في هذه المعركة.. كنا وحدنا وكانوا مجتمعين ضدنا، اليوم وصلنا إلى هنا إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد مع كل تداعياته.. همنا الأول هو التعامل مع هذه التداعيات بالتوازي مع تحقيق سريع يحدد المسؤوليات”.
وختم بالقول “أمام هذا الواقع نتراجع خطوة إلى الوراء بالوقوف مع الناس كي نخوض معركة التغيير معهم.. لذلك أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة.. الله يحمي لبنان”.
وكان وزير الصحة اللبناني حمد حسن أعلن في وقت سابق أن الحكومة ستعلن استقالتها، قائلا إنها “ليست هرباً من المسؤولية والشعب يعرف مرتكبي جريمة انفجار المرفأ”.
بدورها، قالت وزيرة العدل ماري كلود نجم إن مضمون التحقيق بانفجار مرفأ بيروت قضائي بحت، ولا أحد يتمنى أن يكون في كرسي المسؤولية في هذه الكارثة.
وأضافت نجم: “لم يكن هناك أي تردد في مجلس الوزراء في موضوع إحالة الملف”، وأكدت أنها أصرت على استقالتها ولم تتراجع عنها و”هي ليست هروباً من المسؤولية”.
كما أعلنت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر استقالتها من الحكومة، مشيرة إلى أن كارثة الانفجار اقتضت استقالة الحكومة، وتمنت تشكيل حكومة نزيهة وفعالة سريعا.
وبعد إعلان وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد استقالتها من الحكومة أمس الأحد، قدم وزير البيئة دميانوس قطار استقالته.
وذكر قطار في بيان استقالته أن هذه الخطوة تأتي “تضامناً مع الجرحى” وإثر “هول الكارثة”، مضيفاً: “النظام قديم ومترهل وأضاع الكثير من الفرص”.
يأتي هذا بينما، تجدد مشهد الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي في وسط العاصمة اللبنانية، حيث يشهد محيط مجلس النواب توترا مع تزايد أعداد المتظاهرين في ساحة الشهداء بعد توجيه مجموعات من الحراك الشعبي، دعوات للتجمع، اليوم الاثنين، تزامنا مع اجتماع للحكومة اللبنانية والتي تتجه لإعلان استقالتها.
ويشهد وسط بيروت تعزيزات أمنية كبيرة، في وقت سجلت مواجهات بين متظاهرين وأفراد الأمن بعد أن عمد البعض إلى رشقهم بالحجارة ردا على إطلاق قنابل مسيلة للدموع، فيما يحاول آخرون إسقاط حواجز فاصلة عن مقر مجلس النواب، وحاول البعض تسلق الجدار الفاصل مع مدخل ساحة البرلمان.
ويطلق المحتجون هتافات منددة بالسلطة ومطالبين بإسقاط النظام والطبقة السياسية.
وتأتي حالة التأهب الأمني عقب ليلتين من التظاهرات الواسعة، ووسط توقعات بموجة جديدة من الاحتجاجات، اليوم الاثنين، عززت قوات الأمن الحواجز الأمنية في مدخل ومحيط مجلس النواب في بيروت.
المصدر: وكالات
استراحة
0 التعليقات:
إرسال تعليق