دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اليوم الأحد إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة في لبنان وتشكيل حكومة إنقاذ بدلا من ”الطبقة السياسية“ الحاكمة وذلك بعد أن دفع الانفجار الهائل في مرفأ بيروت بالبلاد في أتون الاضطرابات.
وقدمت الحكومة اللبنانية استقالتها وسط احتجاجات غاضبة بسبب الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس وأدى إلى مقتل أكثر من 172 شخصا وإصابة ستة آلاف وشرد 300 ألف شخص ودمر مناطق في المدينة مما زاد من حدة أزمة مالية تعاني منها البلاد.
وقال الراعي في عظة يوم الأحد ”لبنان اليوم يواجه أعظم الأخطار. ولن نسمح بأن يكون ورقة تسوية بين دول تريد ترميم العلاقات فيما بينها، على حساب آلام الشعب اللبناني“.
ويحظى الراعي بنفوذ في لبنان بصفته بطريرك الموارنة حيث يجري اختيار رئيس الجمهورية من أبناء الطائفة المارونية بموجب نظام تقاسم السلطة بين الطوائف المعمول به في البلاد.
ودعا الراعي إلى ”وجوب البدء فورا بالتغيير، مسرعين إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، من دون التلهي بسن قانون جديد، وإلى تأليف الحكومة الجديدة“.
واستقال عدد من النواب بسبب انفجار المرفأ لكن عددهم لا يكفي لحل البرلمان.
ويلزم الدستور الرئيس ميشال عون بتكليف المرشح الذي يحظى بالدعم الأكبر من الكتل النيابية لتولي منصب رئيس الوزراء. ولم تفصح الرئاسة بعد عن موعد إجراء المشاورات.
كما دعا رئيس التيار الوطني في لبنان جبران باسيل اليوم إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، تكون فاعلة ومنتجة وإصلاحية، مطالبا بعقد وطني جديد يقوم على دولة مدنية لا مركزية.
وبيّن باسيل أن المطلوب منهم كتيار أن يشاركوا في الحصار الخارجي والداخلي ليس فقط على مجموعة حزبية اسمها حزب الله، بل على مكوّن لبناني بكامله. وأضاف أنه على استعداد لتحمل ثمن العقوبات التي يلوحون بها ضده من أجل وحدة لبنان وسلمه الأهلي.
وطالب بعقد وطني جديد “يقوم على فكرة جمع كل شيء مشترك بيننا” عبر دولة مدنية لا مركزية.
وقال باسيل، في مؤتمر صحفي “إن تطوير النظام من خلال الدستور وليس بالقفز فوقه، ونحن قلنا سابقا إن الطائف فُرض علينا بالقوة، ولكن لن نقبل تطويره إلا بالتفاهم”.
وفيما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت، قال باسيل إن حزبه مع الاعتماد على أولا على الأجهزة الأمنية والقضائية لتقوم بعملها بسرعة وشفافية وفعالية بمساعدة كل الخبراء الراغبين والقادرين من الخارج، وأضاف أنه في حال وجود تقصير أو تقاعس أو تواطؤ “فالباب يشرّع لكل الاحتمالات”.
من جانبه، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن تشكيل حكومة من المستقلين هو الأمل لإنجاز شيء يذكر في لبنان. وأعلن -بعد اجتماعه بالبطريرك الماروني بشارة الراعي- رفض حزبه تشكيل حكومة أقطاب أو وحدة وطنية.
قال الرئيس اللبناني ميشيل عون أمس إن التحقيق يتحرى ما إذا كان الإهمال أو حادث أو ”تدخل خارجي“ هو السبب في انفجار أكثر من ألفي طن من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة في المرفأ لسنوات دون إجراءات سلامة.
وأضاف لقناة (بي.إف.إم) الإخبارية الفرنسية أمس السبت أن التحقيق سيستغرق وقتا لأن ”الحقيقة متشعبة بعدة فروع أكثر مما كان يتصور القضاة“.
وأشار إلى أن بيروت طلبت من فرنسا ومكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي المساعدة في التحقيق. وقال دبلوماسي أمريكي كبير إن ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي سيصلون مطلع الأسبوع.
المصدر: رويترز
استراحة
0 التعليقات:
إرسال تعليق